الإنسان المزاجي ليس بمجنون،،
الإنسان المزاجي أو الإنسان المودي دائماً ما تُفَسَّر أفعاله من قِبَل الغُرباء بصوره خاطئه،،
فالإنسان المزاجي إنسان يُمكِن أن يتغير مزاجه في الدقيقه أكثر من 5 مرات،،
وما جَعَلَني أكتُب تِلك التدوينه عن الإنسان المزاجي سبب بسيط جداً،،
أنَني إنسان مزاجي للغايه،، إنسان مودي لأبعد الحدود،،
يُمكنني في 5 دقائق أن أعيش كُل أنواع الحالات المزاجيه للإنسان العادي،،
حُزن،، فرح،، ألم،، جراح،، سعاده،، يأس،، أمل،، إبتسامات،، دموع،،،،، وأكثر من ذلك،،
ولَكِن أين المُشكِله؟
المُشكِله هي أن الإنسان المزاجي،،
دعوني أتحدث عن نفسي بصفه شخصيه،،
أنا كإنسان مزاجي تُحَتِّم علي طبيعتي أن أتأقلم مع الوضع،،
فأنا أتأقلم مع وضع الحاله المزاجيه السعيده،، ثم أتأقلم مع وضع الحاله المزاجيه الحزينه التي تليها في الدقيقه التاليه،،
وبالتالي فطبيعتي تُحَتِّم علي أن أتأقلم مع الأوضاع بصوره جنونيه،،
في هذه التدوينه أود أن أتحدث عن نقطتين فقط لا غير يُعاني مِنهُما الإنسان المزاجي،،
1- التغيُّر الغير طبيعي لحالتهُ المزاجيه،،
2- التأقلُم الغير عادي والجنوني مع كافة الأوضاع،،
(وأرجو ممن يقرأ هذه التدوينه أن يُلاحظ التناقض الواضح والصريح بين كلا النقطتين)!
فكيف أكون لدي القدره علي التأقلم دائماً مع التغيُرات،، وكيف في نفس الوقت يُمكِن أن تتغير حالتي المزاجيه بضع مرّات في دقائق قليله!!!
النقطه الأولي
التغيُّر الغير طبيعي والدوري للحاله المزاجيه
في إحدي البرامج التليفزيونيه إتصلت سيده تتحدث عن زوجِّها وهو إنسان مزاجي أيضاً،، وتُحاوِل أن تجد حل عند إحدي الأطباء النفسيين،،
ولَكِن كانت إجابة الطبيبه النفسيه أن الإنسان المزاجي يحتاج لمن يعلم أنه إنسان مزاجي،، ومن لا يعلم ذلك سيدخُل معه في مشاكل كثيره وعميقه دون خطأ من الإنسان المزاجي،،
فالإنسان المزاجي دائم التفكير،، ويتحدّث دائماً لنفسه مع عقله،، وكأنه يتحدث مع شخص عادي،،
وعلي سبيل الدُعابه قالت الطبيبه: أن الإنسان المزاجي لذيذ ولا يشعُر معه أحد بالملل،، فهو دائماً مُتَغيِّر!!،،
فتخيّل نفسك تتحدث مع شخص في أشياء لطيفه،، فتكون حالتك المزاجيه سعيده،،
وتخيّل نفسك أيضاً تتحدث مع شخص في أشياء سيئه،، فتكون حالتك المزاجيه سيئه،،
هذا بالضبط ما يحدُث مع الشخص المزاجي،، ولَكِن حديثه يكون مع تفكيره وما يجول بعقله لا مع أشخاص،،
فتتغير حالته المزاجيه دون أن يعرف أحد،،
فالإنسان المزاجي تُقابِلهُ مُشكله كبيره،، وهي أن من لا يعرفه حق المعرفه،، ومن لا يعرف أنه مزاجي مودي مُتَغيِّر المزاج دائماً،، سيظُن به ظنون كثيره،،
وأنا لا ألوم علي أحد حينما يظُن بي ظنون أو يقوم بتفسير مواقفي وأفعالي بطريقته الخاصه،،
فهذا ليس ذنبه،، وأيضاً ليس ذنبي،،
فأذكُر علي سبيل المِثال أحد الأصدقاء الذي لا يعرفني حق المعرفه وأنا جالس معه نضحك ونمزح،، وفي غضون ثواني قليله جداً بدأت ملامحي بالتغيُّر وبدأ صوتي وكأن حُزن الدنيا تجمّع بِداخلي،،
فظنَّ صديقي أنني مللت الحديث معهُ،،
ولَكِن السبب الحقيقي،، أنني تذكّرت شئ أحزَنَني،،
ولَكِنني لا أستطيع شرح الأمر بهذه الطريقه لِكُل من لا يَعرِفَني،،
أعتقد أنكُم تتخيلون مدي صعوبتها،،
وأذكُر مثال أخر يتكرر كثيراً،، أنَنَي كثيراً ما أرتدي ثيابي للخروج،، بعد أن أنتَهي وأخرُج إلي الشارع،، تتغير حالتي المزاجيه وأُقَرِّر المكوث في المنزل،، فأعود وأُبَدِّل ملابسي وأقوم بإلغاء فكرة الخروج،،
وهكذا دواليك في أشياء كثيره،،
أما بالنسبه للنقطه الثانيه
التأقلُم الغير عادي والجنوني مع كافة الأوضاع،،
هذا النقطه مُرتَبِطه بشكل أساسي مع النقطه الأولي،، (التغيُّر الغير طبيعي والدوري للحاله المزاجيه)،،
فعلي سبيل المِثال هُناك صفه أتصِف بها وهي أنني شخص لا أرتَبِط بأحد،، ولا أقصد هُنا الإرتباط العاطفي،، ولَكِن الإرتباط بأشخص،،
وبمعني أخر وبالبلدي (مبيفرقش معايا حد،، إللي يروح يروح،، وإللي ييجي ييجي)،،
وكُل من يُحاوِل الإقتراب مِنّي يلحظ تلك الصفه،،
ولَكِن ما حقيقة تِلك الصفه في الشخص المزاجي؟!،،
حقيقة تلك الصفه في الشخص المزاجي أنه يتأقلم مع الوضع بسهوله،،
فـ حين تُخبِرَني حبيبة عُمري بأن قصة حب 100 عام قد إنتهت الأن،، تكون إجابتي: مفيش مشكله،،
فالشخص المزاجي في أغلب الأوقات يتحدث مع نفسه في مشاكله،، وأيضاً يتحدث مع الأشخاص،، ولَكِن في مُعظَم الأوقات يتحدث مع نفسه في مشاكله،،
دائماً في حوار مع النفس،،
من مميزات الإنسان المزاجي أن كلمه تُدَمِرَهُ،، وكلمة تجعله في عنان السماء،،
من عيوب الإنسان المزاجي أنه مُتَقَلِّب المزاج وغير مفهوم علي الإطلاق دائماً ما يُساء فِهمَهُ،، بجانب صفتان غير حقيقيتان دائماً ما يتصف بهما: القسوه و إمكانية خسارة أي شئ في أي وقت،،